قنا24 | اياد البريهي
يومٌ لم يكن بالحسبان، فقد صحا النازحون في مدينة مأرب على كارثة السيول المصحوبة بصواعق رعدية ورياح شديدة. كارثة سرقت منهم أحلامهم وطموحاتهم وكبّدتهم خسائر بشرية ومادية كبيرة وباتوا في العراء.
وقالت الوحدة التنفيذية إن عدد النازحين في المحافظة اثنين مليون ومئة وأربعة وثلاثين ألف وأربع مئة وسبعة وتسعين نازحا، وُزّعوا على 204 من المخيمات.
وأشارت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة في تقريرها إلى وفاة 8 أشخاص من النازحين، وإصابة 10 آخرين، والتضرّر الكامل لـ 2,973 من المساكن لعدد من الأسرة النازحة، والتضرر الجزئي لـ 4,206 من المساكن لعدد من الأسرة النازحة، وكذلك تضرر جزئيًا 4 مدارس و2 مرفق صحي بشكل جزئي، وكل ذلك بسبب السيول في 204 من المخيمات.
وتشير التقديرات للوحدة التنفيذية أن ما يقارب 85% من المساكن المؤقتة والهشة للنازحين (الخيام والعشش والشبكيات) تفتقر للمتانة والعزل ولا تستطيع تحمل تقلبات الطقس.والمهمشون هم الفئة الأشد فقراً في اليمن، يسكنون في خيام مهترئة ومتهالكة هم الأكثر ضررا ومعاناة من كارثة السيول التي غمرت منازلهم، فقد بلغ عددهم حوالي 30.000 مهمشا في مخيمات مأرب.
ويشير علي عمر النازح في مخيم “جو النسيم” إلى أجزاء من خيمة محطّمة على الأرض ويقول: “هذه بيتي! شاهد ماذا فعلت به السيول والأمطار”.
ودعا منظمات المجتمع المدني وفاعلي الخير إلى توفير مأوى ليسكنه وأسرته، فقد أصبحوا يبيتون بالعراء.
وتحدّثت رباب عبدا لله نازحة في مخيم القراشي مع أطفالها الأربعة بصوت يملؤه الحزن والحسرة من هول مأساتها بقولها: “سقطت الخيمة، وكنتُ بداخلها، وتأثر قفصي الصدري، والآن أعاني بسببه، ولم أستطع دفع قيمة العلاج”، وأشارت رباب أنها كانت قبل الكارثة تعمل بتجميع العُلب الفارغة، وتبيعها لتوفير احتياجات أسرتها.
وتضيف رباب أن المطر أخذ الخيمتين اللتين كانت تسكنهما هي وأسرتها بما فيها، فيما بادر جيرانها بإعادة تجميع وتركيب خيمة واحدة فقط.ويدفع النازحون، ولا سيما المهمشون فاتورة الحرب باهظة، تارة من أجسادهم، وتارة بسبب الظروف الطبيعية والكوارث، فإلى متى ستستمر معاناتهم؟
المصدر: صوت المهمشين