في وطننا الجنوبي، حيث تُبنى الأماني على تضحيات الأبطال، يبرز اليوم سؤال محوري: هل يعقل أن تُرك هؤلاء الأبطال بلا رواتب، بينما يعيش من استفادوا من تضحياتهم بترف وراحة؟
السؤال يطرح نفسه بعد أن أظهرت السنوات والاشهر الأخيرة تجاهلًا فادحًا لمستحقات القوات المسلحة الجنوبية، التي لولاها لما استطاع المجلس الانتقالي، و المجلس الرئاسي، و الحكومة اليمنية العيش بسلام وأمان.
لقد ظل هؤلاء الأبطال على مدار سنوات ولا زالوا يقدمون التضحيات إلى يومنا هذا ٬ أن أفراد وضباط القوات المسلحة الجنوبية السد المنيع الذي حمى الجنوب من الفوضى والتهديدات، وقدموا الغالي والنفيس، وضحوا بأرواحهم من أجل أن ينعم الجنوب بالاستقرار والنعيم. ولكن اليوم، يُعاقبون بصمت قاتل وإهمال صارخ.
أين العدالة؟
أين الوفاء لتلك التضحيات التي دفعت ثمنًا غاليًا من حياة الشجعان؟
هل يمكن أن نصدق أن الذين يقفون على رأس المناصب العليا يعيشون في نعيم، بينما من جعلوا هذا النعيم ممكنًا يُحرمون من أبسط حقوقهم؟
مؤسف أن نرى هذا التباين الصارخ في المعاملة، حيث تُخصص الموازنات الضخمة للقوات الأخرى، بينما تُركت قواتنا الجنوبية التي قدمت الأرواح دون حتى راتب شهري منتظم.
صدق المثل القائل: “الذي لا يقدر يجازيك، يعاديك.”
وهذا هو الواقع الأليم الذي يعيشه أبطالنا اليوم.
فبدلاً من مكافأتهم بما يستحقون، يجدون أنفسهم في مواجهة حرب أخرى، حرب من نوع آخر: حرب الفقر والإقصاء.
كيف يمكن لأولئك الذين يجلسون على كراسي السلطة أن يتجاهلوا صرخات هؤلاء الأبطال، الذين لم يرفضوا أمرًا يومًا، ولم يترددوا في تقديم أرواحهم في سبيل الوطن؟
التاريخ لن يرحم من يتجاهل التضحيات ولا يقدّرها، ولن يسامح من يظلم الأبطال الذين خدموا وطنهم بكل إخلاص.
إذا لم يتم تدارك هذا الظلم سريعًا، فإن العواقب ستكون أكبر من مجرد أزمات مالية؛ ستكون أزمة ثقة وانعدام الولاء.
يا مجلسنا الموقر، ويا تحالف دعم الشرعية، حان الوقت لتصحيح هذا الظلم الفادح.
لا تدعوا الأبطال الذين منحوا وطنهم كل شيء يُتركون في مهب الريح، دون حقوقهم الأساسية.
التاريخ سيكتب، والعدالة لن تُنسى، والوفاء للأبطال لا يجب أن يُنسى.
ناشط حقوقي