قنا24 | مازن الشعبي
يا جوري، في خاطري شريان يتدفق بنبض الحياة الخالدة، يحمل بين خفقاته جمالاً لا يعرف الزوال، وجمالاً يتجاوز حدود الزمان والمكان. في عالمٍ يفيض بالألوان، حيث تتراقص الأحلام وتنسج الأفكار، تشرق شمسك كنجمةٍ في سماء الأدب والشعر، رغم أن عمرك لم يتجاوز أربع سنوات. هذا العمر الصغير لم يكن عائقاً أمام موهبتك العظيمة، بل كان كأنه طيفٌ من الإبداع ينمو ويزدهر في أعماقك الطاهرة.
لم تقطعي وعداً، بل أديتِ رسالة الشعر بجلال وعظمة تتجاوز ما يُتوقع من عقلٍ صغير. لقد أفتى لك الشعر بحبٍ خالص للإبداع، وأثبتت أنه ليس للموهبة حدود. يشهد لك الأدب العربي الكبير بأنك بيتٌ يحتوينا عندما تضيق بنا الأرض بما رحبت، فتكونين ملاذاً لنا ومصدر إلهام عندما نبحث عن الفرح والجمال في زمنٍ يفتقر أحياناً إلى الأمل.
أشعر، يا جوري، أن في داخلي صبابة حب عميقة تحمله بلازما دمائنا، وهي تتدفق في عروقنا كما يتدفق النهر العذب في قنواته، رافعةً بيرق الوعد الموعود إلى أفقٍ مشرق. هذا الأفق يُسمى “الشاعرة الصغيرة”، تلك الطفلة الجميلة جوري فايز محي الدين، التي حباها الله فيضاً من الغمام، وجعلها شعاعاً يضيء دروب الأدب والشعر.
ارتسمت في تلافيف الأدب والشعر، فارتويت من روعتها وذوقها الفريد، حتى كأنها وشمٌ يرفض أن يفارق الإبداع. إن كل حرف من أشعارك، وكل سطر من كلماتك، هو شهادة على أن الإبداع لا يعترف بالعمر، وأنه ينمو في صميم الطفولة النقية كما ينمو الزهر في بستانٍ غنّاء.
لقد التحم إبداعك بنبض الحياة، ليبقى لنا مرشداً في زمنٍ تتلاطم فيه أمواج التحديات. في ساعات الهجيرة وليل المطيرة، كان صدى أشعارك يملأ الأفق، وتردد بصوتٍ عذب: “عاشت للابداع الطفلة الشاعرة جوري فايز محي الدين ابنة عدن”. هذه الكلمات تُمثل صوتاً يعبر عن جمال الروح وصفاء القلب، وتبقى دوماً شاهدًا على أن الفن والشعر يمكن أن يكونا منارة للأمل والإلهام.
يا جوري، أنتِ ليست مجرد طفلة شاعرية، بل أنتِ رمزٌ للإبداع الحقيقي الذي ينبع من أعماق الروح البريئة. شكراً لك على كل لحظة من الإلهام، وكل سطر من الجمال الذي منحته لنا بفيض من عطائك الخالد.