(قنا24 – متابعات)
تتواصل مباحثات تحضرها العشرات من دول العالم في مدينة جدة السعودية بشأن الأزمة في أوكرانيا، لليوم الثاني على التوالي.
واختُتم يوم أمس السبت بمناقشة صيغة قدّمتها أوكرانيا لكيفية إحلال السلام، مؤلفة من 10 نقاط. كما شهد اليوم الأول للمباحثات مناقشات مغلقة وبيانات أدلى بها ممثلو الوفود المشاركة.
وتشارك في المباحثات 42 دولة بينها دول غربية، بالإضافة إلى كل من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ودول أخرى، كما أعلنت الصين أنها ستشارك في المؤتمر.
وتحدّث مصدر أوروبي لوكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” عن مساحة تفاهم حول النقاط الرئيسية، وخصوصا احترام “وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”، على أن يكون هذا الأمر “في صلب أي اتفاق سلام”.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي للوكالة إن “الجهود تتضافر لتهيئة الظروف لمفاوضات بناءة”، مضيفا “هل اجتماع اليوم يخلق هذه الظروف؟ الواضح أنه لا. إنه جهد طويل الأمد”.
وقالت موسكو التي لا تشارك في اجتماعات جدة إنّ أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الحسبان “الحقائق الإقليمية الجديدة”.
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن بلاده ستناقش نتائج المشاورات بشأن أوكرانيا مع شركاء مجموعة بريكس.
وأضاف ريابكوف في تصريحات لوكالة أنباء “تاس” الروسية، أنه “بالنسبة لشركاء (بريكس) الذين تمت دعوتهم وذهبوا إلى هناك، نعم، هناك بالتأكيد مثل هذا التفاهم الذي يستند إلى نتائج الفعاليات في جدة، وإلى الحوار ذي الصلة وتبادل الآراء بيننا وبين المشاركين في البريكس الذين كانوا هناك على مختلف المستويات”.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع إن الاجتماعات في جدة ستركّز على صيغة للسلام التي تطالب بالعودة لحدود أوكرانيا السابقة، بما في ذلك أراضي القرم التي ضمتها روسيا منذ عام 2014.
وتأتي المحادثات في جدة في أعقاب اجتماعات أجريت في يونيو/جزيران في كوبنهاغن، ولم يصدر في ختامها بيان رسمي.
وبحسب مسؤول كبير في البيت الأبيض، فإن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يأتي على رأس وفد واشنطن إلى جدة.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد “مجموعة الأزمات الدولية” جوست هيلترمان إنّه “من خلال استضافتها لهذا الاجتماع (حول أوكرانيا)، تريد السعودية تعزيز محاولتها لتصبح قوة وسيطة عالمية لديها القدرة على التوسط في النزاعات”.
وأضاف أن الرياض “تريد أن تكون في الخندق ذاته مع الهند أو البرازيل، لأن هذه القوى الوسيطة إن عملت كفريق فيمكن أن تأمل في أن يكون لها تأثير على المسرح العالمي كقادة لحركة عدم الانحياز المتجددة”.
من جهته، رأى المحلل السعودي المقرب من الحكومة علي الشهابي أن “هذه المحادثات هي مثال رئيسي على نجاح استراتيجية السعودية المتعددة الأقطاب في الحفاظ على علاقات قوية مع أوكرانيا وروسيا والصين”.