في الثاني من يونيو 2020، فقدت الجنوب واحداً من أبرز صحفييها المصورين، نبيل القعيطي، في عملية اغتيال غادرة هزت الوسط الإعلامي وأثارت موجة من الغضب والاستنكار محلياً ودولياً.
تمر اليوم الذكرى السنوية الرابعة على هذه الجريمة، ولا يزال رحيل القعيطي يثير الشجون والذكريات المؤلمة، لكنه في الوقت نفسه يذكرنا بقيمة الصحافة الحرة ودورها في نقل الحقيقة، مهما كانت التحديات والمخاطر.
نبيل القعيطي: مسيرة مهنية متميزة
بدأ نبيل القعيطي مسيرته المهنية كصحفي ومصور في ظل ظروف بالغة الصعوبة، حيث كانت الجنوب تعاني من نزاعات مسلحة وتوترات سياسية واجتماعية.
رغم تلك الظروف، تمكن القعيطي من أن يصبح واحداً من أبرز الصحفيين الميدانيين، معترف به دولياً لجرأته ومهنيته في تغطية النزاع.
عمله مع وكالة “فرانس برس” والعديد من وسائل الإعلام الدولية أكسبه احتراماً واسعاً، وإعجاباً كبيراً بقدراته الفائقة في توثيق الحقيقة في أقسى الظروف.
الاغتيال الغادر: ضربة للصحافة الحرة
في صباح يوم 2 يونيو 2020، اغتيل نبيل القعيطي أمام منزله في العاصمة عدن على يد مسلحين مجهولين.
لم يكن هذا الهجوم مجرد استهداف لشخص نبيل، بل كان محاولة لإسكات صوت الحقيقة ومنع وصول الصور والأخبار الحقيقية من مناطق النزاع إلى العالم.
هذه الجريمة البشعة سلطت الضوء على المخاطر الكبيرة التي يواجهها الصحفيون في مناطق النزاع، وأهمية حمايتهم وضمان حقوقهم.
استذكار القعيطي: تكريم وتذكير
في الذكرى السنوية الرابعة لاغتياله، تتجدد الدعوات لتكريم نبيل القعيطي وكل الصحفيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل نقل الحقيقة.
تُنظم فعاليات متعددة في اليمن وخارجها، تتضمن ندوات ومعارض صور، تخلد ذكرى القعيطي وتبرز أهمية الصحافة الحرة في المجتمعات الديمقراطية.
كما تتجدد المطالبات بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء.
دروس وعبر من مسيرة القعيطي
تذكرنا مسيرة نبيل القعيطي بأهمية الصحافة الحرة والدور الحاسم الذي يلعبه الصحفيون في توثيق النزاعات ونقل الحقائق.
إن شجاعة القعيطي وإصراره على تغطية الأحداث في ظروف بالغة الخطورة تعكسان التزامه العميق بمهنته وإيمانه بدور الإعلام في تحقيق التغيير الإيجابي.
ختاماً: رسالة أمل وإصرار
رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا بذكرى اغتيال نبيل القعيطي، تظل رسالته وشجاعته مصدر إلهام لكل الصحفيين.
إن التزامه بنقل الحقيقة مهما كانت التحديات يجب أن يكون نبراساً يضيء طريق الصحافة الحرة في الجنوب وفي كل أنحاء العالم.
نأمل أن تساهم هذه الذكرى في تعزيز الوعي بأهمية حماية الصحفيين وضمان حرية التعبير، كجزء أساسي من بناء مستقبل أكثر عدالة وسلام.
أسعد أبو الخطاب