قنا24 | وكالات
أصدر الطلاب في الجامعات التي اندلعت فيها الاحتجاجات دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.
و عمت احتجاجات طلابية بسبب الحرب في غزة أنحاء الولايات المتحدة على مدى الأسابيع الماضية، وأزالت الشرطة عددا من المخيمات، وأحيانا ما كانت تفعل ذلك بعد مواجهات بين محتجين وآخرين مناهضين لهم.
وينصبّ جوهر الاحتجاجات على مطالبة الجامعات والشركات بوقف العلاقات المالية مع إسرائيل. وأُزيلت خيام محتجين آخرين بعد موافقة جامعات على مطالب المحتجين فيما تتواصل بعض الاحتجاجات.
ويتظاهر الطلاب احتجاجا على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة والتي بدأت بعد هجوم نفذته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص. وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 34 ألفا في ردها العسكري.
وتجتذب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين طلابا وأعضاء بهيئة التدريس من خلفيات مختلفة تشمل الديانتين الإسلامية واليهودية. ومن المجموعات المنظمة للاحتجاجات “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” و”الصوت اليهودي من أجل السلام”.
وتشهد المخيمات أيضا إقامة صلوات بين الأديان وعروضا موسيقية، فضلا عن مجموعة متنوعة من برامج التدريس. وينكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بعدم الأمان في الحرم الجامعي وبالقلق من الهتافات التي يصفونها بأنها معادية للسامية.
ويقول مدراء الجامعات وبعض القيادات في المدينة إن نشطاء من خارج الحرم الجامعي شاركوا في الاحتجاجات أو نظموها. فعلى سبيل المثال، قالت جامعة تكساس في أوستن إن 45 من أصل 79 معتقلا في حرمها الجامعي في 29 أبريل لا تربطهم أيّ صلة بالجامعة.
وتقود جماعات إسرائيلية أميركية وصهيونية بالإضافة إلى طلاب وأفراد من الجالية اليهودية الأميركية الاحتجاجات المناهضة في الجامعات.
وحضر المئات مسيرة مضادة في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلس من تنظيم جماعة (المجلس الإسرائيلي الأميركي) المؤيدة لإسرائيل. ونشر طالب يهودي نشط في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلس مقطعا مصورا لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين وهم يمنعونه من دخول منطقة في الحرم الجامعي.
ونشب شجار في جامعة كاليفورنيا – بيركلي في الأول من مايو بين مؤسس مشارك لجماعة (طلاب يدعمون إسرائيل) الصهيونية وبين محتج مؤيد للفلسطينيين.
وفي جامعة أريزونا ستيت، ساعد طلاب من الاحتجاجات المناهضة الشرطة في إزالة مخيم للمحتجين المؤيدين للفلسطينيين في 27 أبريل. وهتف المئات من الطلاب في جامعة مسيسبي ضد المحتجين المؤيدين للفلسطينيين في الثاني من مايو، ولوح بعضهم بأعلام أميركية ولافتات تدعم الرئيس السابق دونالد ترامب.
ووجه بعض القائمين على إدارة الجامعات دعوات إلى سلطات إنفاذ القانون لاعتقال محتجين وإزالة مخيمات وفض اعتصامات، فيما سمح البعض الآخر باستمرار وجود المخيمات أو توصلوا إلى اتفاقات لإنهاء الاحتجاجات.
وأدخلت جامعة كولومبيا الشرطة في 18 أبريل بعد يوم من إقامة طلاب مخيما في الحرم الجامعي في مانهاتن. وداهمت الشرطة مجددا المخيم ومبنى يشغله طلاب في 30 أبريل، ونفذت المئات من الاعتقالات. وقالت نعمت مينوش شفيق رئيسة الجامعة إن المخيم كان احتجاجا غير مصرح به جعل الحرم الجامعي “لا يُحتمل” للكثير من الطلاب اليهود.
وسمحت جامعة كاليفورنيا – بيركلي بإقامة مخيم مؤيد للفلسطينيين ما دام ذلك لا يعرقل سير عمل الحرم الجامعي ولا يشكل تهديدا بالعنف.
وبعد مرور 18 ساعة على بدء اعتصام طلبة محتجين مؤيدين للفلسطينيين في أحد مباني جامعة كولومبيا، انتشرت عبر هواتفهم صور ومقاطع فيديو لسبع من حافلات نقل المحتجزين أوقفتها الشرطة جنوبي الحرم الجامعي.
ومن خلال السور، كان يمكن رؤية أفراد من شرطة نيويورك يقفون خارج بوابات مبنى الجامعة في مانهاتن فضلا عن طائرات مسيرة لمراقبة الوضع من السماء.
ولم ينجح آخر اجتماع عقده مسؤولو الجامعة للتفاوض مع الطلبة عبر تطبيق زوم يوم الثلاثاء الماضي. واعتصم الطلاب في مخيم احتجاج داخل الحرم لأسبوعين رفضا للروابط المالية للجامعة بالحرب الإسرائيلية في غزة.
وفي غضون ساعات، ألقت الشرطة القبض على العشرات بتهمتي السطو والتعدي على الممتلكات، بينهم 30 طالبا على الأقل وستة خريجين وموظفان بالجامعة. ثم أخلت الخيام مما أدى إلى خروج العشرات من المظاهرات المماثلة في جامعات بأنحاء العالم.
واستند التقرير عن ليلة اقتحام الشرطة لحرم الجامعة المرموقة إلى مقابلات مع المحتجين من الطلبة والأساتذة وعدد من المارة وشهود من رويترز.
وقبل ساعات من دخول الشرطة، ظهر المحتجون الذين اعتصموا في مبنى هاملتون على شرفة الطابق الثاني المطل على الأبواب الأمامية المحصنة. وكان معظمهم يرتدون قمصانا تحمل شعار جامعة كولومبيا ويضعون كمامات سوداء.
وأخبر مسؤولو الجامعة مفاوضين اثنين نيابة عن الطلاب أن العرض المضاد سيكون قائما إذا وافق الطلاب الباقون في مخيم الاحتجاج على الإخلاء فورا. وكان أمام المفاوضين 10 دقائق لاتخاذ القرار لكنهما رفضا المقترح.
وقالت شيلا كورونيل الأستاذة بكلية الصحافة في كولومبيا إن الشرطة كان تبدو وكأنها “جيش يشن غزوا”. وكانت كورونيل هناك للإشراف على العشرات من الطلاب الصحافيين وإطعامهم في أثناء محاولاتهم لتغطية هذا الموقف الاستثنائي.
وأخذ متظاهرون يصيحون بعبارات ضد الشرطة منها “عار عليكم” بينما كان يلوّح أفراد الشرطة بالهراوات ويصرخون في الجميع للابتعاد عن أبواب مبنى هاملتون.
وفي غضون دقائق أخرجت الشرطة جميع من كان في المبنى، ولم تسمح بالبقاء سوى للطلبة الذين يقيمون في السكن الجامعي. وصدرت أوامر لعدد قليل من الصحافيين المتبقين والطلبة وغيرهم بالخروج من البوابة الجنوبية.
وجامعات نورث وسترن وبراون وروتجرز من بين الجامعات التي توصلت إلى اتفاقات لإزالة الخيام. وستجري جامعة براون تصويتا حول سحب استثمارات محتملة من شركات على صلة بإسرائيل. ووافقت جامعة روتجرز على إقامة مركز ثقافي عربي والنظر في إنشاء قسم لدراسات الشرق الأوسط.
وتعيّن على جامعة كولومبيا في بعض الأحيان التحول إلى عقد جميع الفصول الدراسية عبر الإنترنت. وألغت جامعة ساذرن كاليفورنيا حفل التخرج في قاعتها الرئيسية بعد إلغاء خطاب طالبة مسلمة كانت قد حلت الأولى على زملائها في الدراسة وبعد اعتقال العشرات عقب إزالة الشرطة مخيما مؤيدا للفلسطينيين.
وألغت جامعة كاليفورنيا ستيت للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي بعد أن تحصن طلاب في مبنى إداري. وقالت جامعة ميشيغان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج في أوائل مايو، لكنها ستوقف “التعطيل الكبير” للدراسة.
وقال الرئيس الديمقراطي جو بايدن لصحافيين الخميس إن الأميركيين لديهم الحق في التظاهر، لكن لا حق لهم في إطلاق العنان للعنف. ويواجه بايدن انتقادات من محتجين لتزويده إسرائيل بأموال وأسلحة.
ووصف ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات 2024، الاحتجاجات في الجامعات بأنها تدل على “كراهية هائلة”، وقال إن مداهمة الشرطة جامعة كولومبيا في 30 أبريل “مشهد يسر الناظرين”.