(قنا24 – بي بي سي)
ماذا يحدث عندما تحظر الهند تصدير سلعة غذائية أساسية ضرورية لغذاء مليارات البشر في العالم؟
ففي 20 يوليو/تموز حظرت الهند تصدير الأرز الأبيض غير البسمتي، لتهدئة ارتفاع الأسعار المحلية في الداخل. وأعقب ذلك ورود تقارير ومقاطع فيديو عن تدافع الناس على الشراء في ذعر، ورفوف الأرز الفارغة في متاجر البقالة الهندية، في الولايات المتحدة وكندا، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وتوجد آلاف الأنواع من الأرز التي تزرع وتستهلك، غير أن أربع مجموعات رئيسية منها هي التي يجري تداولها على مستوى العالم.
ويشكّل أرز “إنديكا” الطويل الحبة النحيل، الجزء الأكبر من تجارة الأرز العالمية، بينما تتكون مجموعات الأرز الأخرى من أرز معطر، مثل الأرز البسمتي، وأرز “جابونيكا” القصير الحبة، الذي يستخدم في إعداد السوشي والريزوتو، والأرز اللزج المستخدم في صناعة الحلويات.
وتعد الهند أكبر مصدر للأرز في العالم، إذ تساهم بحوالي 40 في المئة من التجارة العالمية في الحبوب. أما أكبر المصدرين الآخرين فهم: تايلاند، وفيتنام، وباكستان، والولايات المتحدة.
ومن بين المشترين الرئيسيين للأرز: الصين، والفلبين، ونيجيريا. وهناك “مشترون متأرجحون” مثل: إندونيسيا، وبنغلادش، إذ يزيدون من الواردات عندما يعانون من نقص في الإمدادات المحلية.
كما أن استهلاك الأرز مرتفع ومتزايد في أفريقيا. ويعد المصدر الرئيسي للطاقة في بلدان أخرى مثل: كوبا وبنما.
إحصاءات مهمة
وفي العام الماضي صدرت الهند 22 مليون طن من الأرز إلى 140 دولة. وبلغت كميات أرز “إنديكا” الأبيض الأرخص نسبيا من هذا ستة ملايين طن. كما بلغت التجارة العالمية في الأرز، بحسب التقديرات، 56 مليون طن.
يهيمن الأرز الأبيض الهندي على نحو 70 في المئة من التجارة العالمية، وهو الذي أوقفت الهند الآن تصديره. ويأتي ذلك على رأس الحظر الذي فرضته البلاد العام الماضي على صادرات الأرز المكسّر، كما فرضت رسوم بنسبة 20 في المئة على صادرات الأرز غير البسمتي.
وليس من المستغرب أن يثير حظر الصادرات في يوليو/تموز مخاوف بشأن أسعار الأرز العالمية المرتفعة. ويعتقد بيير أوليفييه غورينشاس، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، أن الحظر سيرفع الأسعار، وأن أسعار الحبوب العالمية قد تزيد بنسبة تصل إلى 15 في المئة هذا العام.
“توقيت الحظر ليس مناسبا”
وقالت لي محللة سوق الأرز في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، شيرلي مصطفى، إن حظر الهند على الصادرات لم يأت في الوقت المناسب.
أولا، لأن أسعار الأرز العالمية ظلت ترتفع بشكل مطرد منذ أوائل عام 2022، بزيادة قدرها 14 في المئة منذ يونيو/حزيران الماضي.
وثانيا، لأن الإمدادات تتعرض لضغوط، نظرا إلى أن وصول المحصول الجديد إلى الأسواق لا يزال أمامه حوالي ثلاثة أشهر.
كما أثر الطقس العاصف في جنوب آسيا- الأمطار الموسمية غير المنتظمة في الهند، والفيضانات في باكستان- على الإمدادات. وارتفعت تكاليف زراعة الأرز بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة.
وأدى انخفاض قيمة العملات إلى زيادة تكاليف الاستيراد بالنسبة إلى العديد من البلدان، بينما أدى التضخم المرتفع إلى زيادة تكاليف الاقتراض في التجارة.