(قنا24 – بلومبرغ)
برمت المملكة العربية السعودية أول صفقة كبيرة في إطار سعيها لاستثمار ثروتها الهائلة في صناعة التعدين العالمية، حيث وافقت على شراء حصة في وحدة المعادن الأساسية التابعة لشركة “فالي” (Vale SA) البرازيلية.
بموجب الصفقة، تستثمر المملكة 2.6 مليار دولار في شراء حصة تبلغ 10%، وذلك من خلال مشروع مشترك بين “صندوق الاستثمارات العامة” السعودي وشركة التعدين العربية السعودية “معادن”. هذه الصفقة مع أكبر شركة تعدين في البرازيل، تمنح المملكة العربية السعودية مصالح في مناجم لإنتاج النحاس والنيكل ومعادن صناعية أخرى، من إندونيسيا إلى كندا.
تحوّلت صناعة التعدين التي تتسم بأهمية كبيرة في توفير المواد اللازمة للتحول في مجال الطاقة على مستوى العالم، إلى محط تركيز في خطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط، مع طموحات لبناء صناعة محلية قوية، وكذلك الاستثمار في الخارج.
من خلال صندوق الاستثمارات العامة، دخلت المملكة في موجة من الاستثمارات العالمية في السنوات الأخيرة، حيث استحوذت على حصص في مختلف القطاعات، من صانعي ألعاب الفيديو إلى شركات صناعة السيارات الكهربائية، لكن صفقة “فالي” هي أول استثمار رئيسي للصندوق في مجال التعدين منذ تأسيسه مشروعاً مشتركاً مع “معادن” في يناير الماضي حمل اسم “منارة”.
إلى جانب صفقة “فالي”، أنشأت شركة “معادن” مؤخراً مشروعاً مشتركاً مع “إيفانهو إلكتريك” (Ivanhoe Electric Inc) الأميركية لتطوير مشروعات تعدين في المملكة العربية السعودية. أعلنت الشركة أيضاً عن شراكات مع “باريك غولد كورب” (Barrick Gold Corp) لاستكشاف وتطوير منطقتين جديدتين في المملكة، حيث يجري تشغيل منجم النحاس في جبل صايد (أحد جبال منطقة المدينة المنورة).
بالنسبة إلى شركة “فالي”، وهي ثاني أكبر مورّد للحديد الخام في العالم، ستوفر الصفقة السيولة لها للتوسع في إنتاج الحديد والمعادن الأساسية الأخرى. وبالإضافة إلى استحدواذ “منارة” على حصة 10%، ستحصل شركة الاستثمار الأميركية “إنجين نمبر 1” (Engine No. 1) على حصة قدرها 3%، حيث تبلغ القيمة الإجمالية للصفقتين 3.4 مليار دولار.
في عملية مزايدة شهدت إجراءات مطوّلة؛ تمكّن التحالف السعودي من التغلب على المنافسين، بما في ذلك شركة التجارة العامة اليابانية “ميتسوي أند كو” (Mitsui & Co) و”جهاز قطر للاستثمار”، وفقاً لأشخاص على دراية بالموضوع. عملت مجموعة “غولدمان ساكس” كمستشار لشركة “فالي” في الصفقة، بينما عمل “بنك أوف أميركا” مستشاراً لـ”صندوق الاستثمارات العامة” و”معادن”.
المواد الحيوية
اشتهرت شركة “إنجين نمبر 1” بفوزها المذهل على شركة “إكسون موبيل” قبل عامين، عندما عيّنت ثلاثة مديرين في مجلس إدارة شركة النفط العملاقة. منذ ذلك الحين، بدأت مساعي الشركة لشراء أصول تعدين ووقود أحفوري لمساعدة الشركات على إزالة الكربون، خصوصاً مع ابتعاد مستثمرين آخرين عن هذا المجال. عيّنت الشركة، ومقرها في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية، مديراً من “بلاكستون غروب” لهذه الاستراتيجية.
قال إريك بيلز، رئيس قطاع رأس المال الخاص في “إنجين نمبر 1”: “تتمثل مهمتنا في مجال رأس المال الخاص في التعاون مع الشركات لخلق قيمة من خلال تشغيل الأصول بطريقة مسؤولة ومستدامة، مع توفير المواد الحيوية”.