قنا24 | وكالات
يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف اللبنانيين من انكشاف مناطقهم أمنيًا، في ظل اعتماد إسرائيل على الوسائل التكنولوجية لاختراقها.
فبعد مطالبة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مناصريه بالتخلّي عن الهاتف الذكي، باعتباره وسيلة تجسس سهلة، نشر مركز “ألما” الإسرائيلي، أخيراً، فيديو لمواقع وبلدات في منطقتي جبيل وكسروان شمال العاصمة بيروت ادّعى وجود منشآت عسكرية فيها كما انتشر فيديو تظهر فيه معالم واضحة لبلدة الغازية التي استهدفتها إسرائيل الاثنين.
ولم تمضِ ساعات حتى انتشر فيديو تجسسي نسب إلى حزب الله يعلن فيه الرد بالطريقة نفسها عبر اختراق كاميرات مراقبة مزروعة في مستوطنة المطلة ما أثار ردوداً مرحبة لدى شريحة من اللبنانيين.
فما مدى انكشاف كل من الفريقين على الآخر فعلياً، وهل نجح حزب الله في اختراق المنظومة الأمنية الاسرائيلية؟
“ألما” والمسيّرات والدقة
دخلت منصة “ألما” مباشرة على خط الصراع القائم بين حزب الله وإسرائيل، وأوضح المتخصص في التطوير التكنولوجي هشام الناطور لـ “جسور” أن ألما عبارة عن “منصة استخباراتية إسرائيلية متطورة جداً واختصار لـ Advanced Laser Mapping Application “.
وأضاف: “ألما” تتميز بدقة عالية في جمع البيانات كونها تستخدم تكنولوجيا متطورة جدًا حيث تعتمد على تقنية جديدة اسمها لادار LADAR شبيهة بتقنية الرادار لكنها تعمل عن طريق المسيّرات على وجه الخصوص إضافة إلى المنصات الثابتة.
عبر “ألما”، يتابع الناطور “تعمد إسرائيل إلى مراقبة الأراضي اللبنانية والتجسس عليها كما أنها تقوم بمسح جغرافي بهدف جمع المعلومات عن مواقع لحزب الله وتحديد البيانات ورسم الخرائط”.
وكما الرادار التقليدي، ترسل رادارات المنصة، بمساعدة المسيّرات والمنصات الثابتة، نبضات Frequencies وتقوم عبر عمليات حسابية معينة ومعقدة بقياس وقت ارتداد النبضات وبالتالي المسافات كي تحدد هدفها ثم تعمد من خلال هذه البيانات إلى ترسم خرائط إنما بتقنية 3D و 4D عالية الدقة. غير أن ما يميز “ألما” أيضاً، وفقاً للناطور هو “قدرتها على العمل بمختلف الظروف الجوية واختراق الحواجز التقليدية المعروفة كالأماكن المحصنة عسكريًا بغطاء نباتي أو بغطاء تشجير على سبيل المثال”. كذلك تستعين “ألما” بالأقمار الاصطناعية، لجمع البيانات حول موقع أجرت له مسحاً وتحديد مكانه عبرها.
ويوضح الناطور أن إسرائيل بدأت العمل بتقنية “ألما” منذ عام 2014 لكن المسيرات أطلقت في سماء لبنان منذ عام 2006، ومعظمها يعمل بهذه التقنية، وتقوم بمسح واسع النطاق بدقة عالية وبارتفاع يزيد عن 300 متر أحياناً حتى وإن كنا لا نتمكن من سماعها في بعض الأوقات، كما يمكنها التشويش على أي أجهزة تشويش مضادة.
ويؤكد المتخصص في التطوير التكنولوجي أن تكلفة المسيرات مرتفعة جداً، لذلك، يؤدي إسقاطها أو الحجز عليها من قبل حزب الله إلى انزعاج كبير لدى مشغليها.
ولفت أيضاً إلى أن اسرائيل عمدت عبر المسيرات والأقمار الإصطناعية على مراقبة الشاحنات القادمة من سوريا إلى لبنان من دون التعرض لها وذلك بهدف تعقب خط سيرها واستخدامها كطعم بهدف جمع البيانات ورسم الخرايط ونشرها في الوقت الذي يناسبها.
الهاتف الذكي والكاميرات
في المقابل، أكد الناطور أن تأثير الهاتف الذكي على عملية المراقبة والتجسس ضئيل جداً ولا يضاهي المسيّرات أهمية لكنه لم ينفِ أيضاً فرضية اختراقه من قبل إسرائيل للحصول على معلومات أمنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو خرائط غوغل أو غيرها، إنما قلّل من قدرة إسرائيل على ذلك باعتبار أن الهواتف الذكية يصنعها أكثر من قطب عالمي وسأل بالتالي “هل يمكن لاسرائيل التعاون مع كل شركات الهواتف الذكية العالمية والتحالف معها وبالتالي اختراق أنظمتها كلها؟”
وعن المطالبة بإزالة الكاميرات من المرافق العامة والطرقات، قارب الناطور الموضوع من زاوية أخرى ليميّز بين الكاميرات المتصلّة بسيرفيرات محليّة وتلك الموجودة على الـ cloud مطمئناً اللبنانيين الى أن الكاميرات المتصلة موجودة بمعظمها على خوادم محلية يصعب بالتالي اختراقها، فيما كشف عن خوف يكمن في التدخل البشري وقيام أشخاص بتسريب المعلومات الأمنية من لبنان إلى خارجه.
فيديو الرد
وقارن الناطور بين فيديوهات إسرائيل وفيديو الرد من حزب الله قائلاً: “من الناحية التقنية الفيديوهات التي نشرتها “ألما” تم اعدادها باحترافية وبتكنولوجيا متطورة بينما اعتمد فيديو الحزب على الطريقة البدائية وتقنية السكرينشوت وعلى خرائط غوغل فقط لجمع بياناته من دون إدخال التكنولوجيا”.
أما من ناحية الشكل فأكد أنه خال من اللوغو الخاص بالإعلام الحربي لحزب الله ولم يتم تبنيه رسمياً من قبل الحزب وهو غير رسمي.