قنا24 || أنقرة
بعد أن تم إرجاءها مرتين، يقوم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بزيارة إلى تركيا لإجراء محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، حيث يناقش الرئيسان تسوية خلافات سابقة في ظل اشتداد التوترات في منطقة الشرق الأوسط مع احتدام المعارك بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
أكد رئيسي قبل مغادرته طهران، بحسب ما نقلت وكالة “إرنا” الرسمية الإيرانية، أن “إحدى القضايا المهمة التي تقلق جميع المسلمين وتثير قلق شعوب العالم اليوم، هي القضية الفلسطينية”.
وأضاف “إيران وتركيا لديهما موقف مشترك في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم والمقتدر ومقاومته الباسلة، لذلك بذلت الجهود لوقف العدوان والقصف، ولكن للأسف بسبب الدعم الأمريكي- الغربي للكيان الصهيوني ما زلنا نشهد استشهاد النساء والأطفال الأبرياء في فلسطين”.
وأجبرت وتيرة التصعيد السريعة في الشرق الأوسط رئيسي على إرجاء زيارته لأنقرة مرتين.
وأُلغيت محادثات كانت مقررة في أنقرة مطلع كانون الثاني/يناير بعدما تسبب انفجاران تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية بمقتل 89 شخصا في ضريح اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري والذي قُتل عام 2020 في غارة أميركية في العراق.
وألغيت رحلة سابقة كانت مقررة في تشرين الثاني/نوفمبر بسبب تضارب الجداول الزمنية للدبلوماسيين المشاركين في المشاورات حول الحرب في غزة.
وأوضحت الرئاسة التركية أن رئيسي وأردوغان سيقيمان مؤتمرا صحافيا بعد إجراء محادثات وترؤس اجتماع لكبار وزرائهما خلال الزيارة التي تستغرق يوما.
وأفادت وكالة “إرنا” أن رئيسي سيرأس “وفدا سياسيا واقتصاديا رفيع المستوى” في أول زيارة رسمية له لتركيا منذ انتخابه عام 2021.
ووصف رئيسي قبل مغادرته طهران تركيا بأنها “شريكة تجارية واقتصادية مهمة” لإيران التي تسعى إلى “رفع مستوى التبادلات التجارية والاقتصادية بين إيران وتركيا الى 30 مليار دولار”. وقال إنه “سيتم التوقيع على وثائق مهمة خلال هذه الزيارة”.
ويقدر المحللون قيمة المبادلات الثنائية حاليا بنحو 6 مليارات دولار.
مصلحة مشتركة بعدم توسع الصراع
وأضافت الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر المزيد من التعقيدات على العلاقة التركية – الإيرانية.
فمن جهة، يرى مراقبون أن طهران غير راضية عن استمرار العلاقات التجارية والدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل. هذا يضاف إلى التعقيدات التي تفرضها مواقف الدولتين من الصراع في سوريا، إضافة إلى الموقف من الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول جيب ناغورني قره باغ.
ويعتقد محللون أن الحرب في غزة ساهمت في وضع النزاعات الإقليمية جانبا وإجبار الرئيسَين على البحث عن نهج مشترك في الشرق الأوسط، لجهة احتواء الصراع الدائر الآن في قطاع غزة والتأكد من عدم توسعه.
مونت كارلو الدولية