قنا24 | العاصمة عدن – خاص
في خضم تداعيات الحرب الإسرائيلية المسعورة على قطاع غزة، وتباين وجهات النظر بين السعودية وايران من جهة، ومن جهة أخرى.. اتساق وتناغم رؤية الإخوان المسلمين مع تحركات الأذرع الإيرانية في المنطقة، بمن فيهم الحوثيون الذين أصبحوا يشكلون الآن خطرا على طرق الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي..
هل سيساعد ذلك كله على “تليين الموقف السعودي” تجاه “القضية الجنوبية” ؟
وهل الموقف الجنوبي الحالي سيأخذ اهتماما من مساحة المناورات الحاصلة الآن على الساحة؟
المحلل السياسي المرموق الأستاذ «محمد الثريا» يجيب على هذه التساؤلات الملحّة لـ “موقع قنا24 الإخباري” قائلاً:
فيما يتعلق باختلاف وجهات النظر بين الرياض وطهران وتماهي أدوار جماعة الإخوان مع اذرع إيران هي بالأساس معطيات ليست جديدة ولاتعد متغيرات وليدة اللحظة وبالتالي ليس ظرفا طارئا قد يبنى عليه.
الظرف الجديد قد يكون حرب غزة، لكن بالنظر إلى طبيعة الصراع باليمن لايتوقع أن يلقي ذلك الظرف بضلاله كثيرا على واقع ومسار ذلك الصراع.
وبالنظر الى الوضع الراهن ومستوى النقاشات التي يجريها الخارج حاليا بشأن الصراع باليمن، حيث يكرس الرعاة جل اهتمامهم على عقد إتفاق هدنة انسانية موسعة وضمان تأكيد وقف إطلاق نار نهائي وشامل بوصفها خطوط عريضة وأهداف قريبة لتحقيق شيء يذكر في ملف الصراع ، مايعني أن الأولوية حاليا لاتتجه إلى الخوض عميقا في وضع القضية الجنوبية لاسيما بوصفها قضية سياسية وحلها يتطلب وقتا ونقاش مطولا.
يتعامل السعوديون مع القضية الجنوبية حتى اللحظة كاشكالية محتواة يمكن ترحيل رؤى معالجتها إلى ما بعد التوصل إلى تحقيق الخطوط العريضة التي أشرنا إليها، ومن هنا تجدهم لايفضلون تبني موقفا نهائيا وواضحا تجاه مصير القضية، ودائما ما يتحدثون عنها بلغة دبلوماسية صرفة في إطار الموقف السعودي الرسمي من الصراع اليمني ككل .
وفي رأيي أن الحاجة تكمن في ضرورة خلق الجنوبيين واقعا مختلفا يسند القضية الجنوبية والعمل إلى توحيد الجبهة الداخلية كمعطى ماثل وواقع مؤثر في صناعة القرار الخارجي الخاص بمصير الصراع في اليمن بدلا من إنتظار حدوث ظروف خارجية معينة أو قدوم وقائع مستجدة تصنعها أطراف أخرى كي تؤثر على طبيعة الموقف السعودي من القضية الجنوبية ، تغيير النظرة السعودية يجب أن يأتي من الداخل الجنوبي كواقع لايمكن تجاوزه وليس كحالة محتواة كما هو الوضع الآن.
المصدر: قنا24