في هذه اللحظات العصيبة من تاريخ نضالنا العربي لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، وكذلك مقاومة الاحتلال اليمني ضد شعبنا في الجنوب دعونا نعقد مقارنة بين جيل القادم من بعد صيف 94 ضد الجنوب والجيل الفلسطيني الغزاوي القادم من تحت الانقاض.
إن المتابع لمجريات الأحداث في غزة يرى أن الأطفال هم الفئة الأكثر استهدافا في الحرب الإجرامية ضد شعب غزة العظيم، ظنا من العدو الصهيومكي أن يهلك الحرث والنسل، ويقضي على مقاومة هذا للشعب ، لكن المفاجآت التي تراها الأعين كل يوم وعبر شاشات التلفاز أن الجيل المستهدف من الأطفال هم نراهم مشاركين في عملية الانقاذ وبقوة ويتنقلون من مكان لأخر داخل المربعات التي استهدافها الطيران الحربي الصهيومركي، محاولين تقديم خدمات الانقاذ لزملائهم ويشاركون في تشييعهم ومواساتهم في المستشفيات، ولا يخفى عنا موقف الطفل التي رصده أحد الصحفيين في غزة، والذي لا يتجاوز عمره 12 عاما، وهو يحمل حقيبته المدرسية محاولا انقاذ أخيه من تحت الانقاض وحين سأله أحد الصحفيين ما الذي تحمله في الحقيبة أجاب وهو مبتهج لقد نجحت في تجميع أشلاء أخي البالغ من العمر أربعة سنوات في هذه الحقيبة وأنا ذاهب به لتقييد اسمه في قائمه الشهداء ومن ثم تشييعه ودفنه.
لله درك يا شعب فلسطين العظيم أي عزة وشجاعة وجبروت هذا؟ والله أنه لزمن المعجزات، وأنا هذا يعطينا أملا أن اسرائيل ستهزم عما قريب مهما طغت وتجبرت وقتلت، فهي غير مدركة أن هذه الحرب ستنتج جيلا أكثر كرها للعدو الإسرائيلي، وهذا الجيل الذي خرج من بين الانقاذ هو العدو المنتظر..
ولنا في تجربة الجنوب نظيرا .. لقد عاش جيل بعد صيف 94 تلك النكبة وتجرع ظلم الاحتلال الذي عاشه آبائنا وكان الاحتلال اليمني على ثقة أن جيل ما يسمى بالوحدة هو من يحميها، لكن النتيجة كانت عكسية، فها هو جيل الوحدة المزعومة من يقف الآن في وجه مخططات الاحتلال اليمني، وتلك التجارب لنا فيها عبر ودروس..
د. صبري عفيف العلوي
- العاصمة عدن
26 اكتوبر 2023م