مجدداً، قصف مهذب على مواقع التواجد العسكري الإمريكي في العراق وسوريا ، من دون سقوط ضحايا أو إحداث أياً من الخدوش في جسم جندي إمريكي واحد.
ليس صدفة أن تسري هذه القاعدة على جميع التابعين وتابعي التابعين لإيران، فهي توجيه صارم غير قابل للتجاوز والعبث، وتجريب المحاولة خارج محددات الامر العملياتي لطهران ، فالمركز المقدس يمسك بخيوط المحسوبين عليه جيداً ، يسيطر على الخُطى ويحسب التداعيات ، ليس على بقاء ادواته بل على داخله ، حيث تتكثف المخاطر حوله من زعزعة أمنه وحتى قصف مناطق الثروات، وإستصدار الكثير من العقوبات الإقتصادية الإضافية ، هذا إن لم تفلت الأمور وتتدحرج حد المواجهة الشاملة.
حزب الله هو الآخر مقيد بالخطوط الحمراء والدور المرسوم له من طهران ، بعدم خرق قواعد الإشتباك بما فيها تلك المحدّثة ، والبقاء على أفعال تشبه المسامرة بطلقات محدودة التأثير بالذخيرة الحية ، لا تنزلق نحو فتح جبهة الشمال وسحق كل لبنان بما يتخطى دمار ٢٠٠٦.
وزير خارجية إمريكا وقبله وزيرة خارجية فرنسا، أبلغا لبنان الرسمي إن إفساح حزب الله الطريق لمغامرة أكبر من التراشق المحدود ستضع لبنان والحزب في عين العاصفة الإمريكية المسلحة، ناهيك عن تفجير الصراعات الداخلية الإثنية الطائفية ، ما يحرم إيران من فقدان منطقة نفوذ سياسي ومسلح، على تماس مع نقاط تأثير إستراتيجي في المنطقة .
قيادة حماس وتحديداً خالد مشعل شكا بلغة متذاكية من إيران وحزب الله وخذلانهما لغزة، بالقول شكراً لكما ولكننا كنا ننتظر أكثر.
التخريج الإيراني وممنوعاته وفي ظله وعلى خُطاه حزب الله ، بأن لا لإنخراط في الحرب قبل أن تقرر إسرائيل إقتحام شوارع غزة ، وكأن مسح القطاع بكل هذا العنف المجنون الوحشي، مبرر من قبلهما ، ومع ذلك حتى في حال الإجتياح ستبحث إيران وهي مدرسة وصاحبة إرث تاريخي في التبريرات ، عن حجة تلغي وعيدها السابق بشأن شراكتها في الحرب في حال الإقتحام.
الجميع يبحث عن أقل الطرق كلفة للخروج من ورطة هذه الحرب، فلا طهران في وارد توسيع نطاقها ، ولا حزب الله سيكسر خطوط المرجعية الدينية الحمراء ، وسيبقى الحال كما هو عليه: إبادة لشعب غزة مع قليل قصف غير مميت من قبل جيوب المحور في العراق وسوريا ومنضبط في لبنان ، في ما يبقى الحوثي بائع متجول يحمل على رأسه سلة مخبوزات لتسويق الشعارات الراكدة ،والقول إننا نحارب إسرائيل منذ تسع سنوات ولكن في اليمن .