لقاء الحوثي بقيادات من الصف الأول للإخوان في صنعاء ، وتشكيل حكومة مستوعبة لبعض النتوءات الحزبية ، ومبادرة المشاط الخاصة بتجميد الصراعات المسلحة في تعز ،والإدارة المشتركة ، ودعوته لوحدة الصف ، كل هذا لم يأت من فراغ أو لنوايا سلامية ،بل هو الصورة المكملة لقرار تم إتخاذه ،بشأن إرتدادات محتملة لرشقه صاروخية تكاد أن تكون عبثية ،وبلا نتائج ملموسة ،تؤثر على الحرب في غزة ،بل تعجز حتى عن تخطي المياه الإقليمية.
تخشى صنعاء بسلطتها الحوثية، من أن يكون مثل هذا القرار مبرراً لإخراج الحوثي من حالة اللا حرب اللاسلم ، والبدء بجولة حرب جديدة يجتمع فيه الداخل المسلح المعارض له ،بشيك مفتوح من الدعم اللوجستي العسكري ، ويصطف الإقليم مجدداً وبغطاء إمريكي ، جولة صراع محتدم تطيح بالتوازنات وتجرد الحوثي من أدوات الخطر المسلح المميت، ليس على مستوى أطراف الصراع بل والجوار.
الحوثي المسكون بهواجس تضخم الذات ومشاعر القوة العظمى، سعى عبر محاولة تمتين جبهته الداخلية ، إستباق أي ردود أفعال قد تصب عليه جهنماً من العتاد المتعدد المصادر والجهات، جراء رشقة مدفوعة الثمن السياسي مسبقاً ، والمحسوبة جيداً .
حالياً لا إمريكا في وارد تقوية خصوم الحوثي وتسليحهم نوعياً، ولا السعودية ضمن أولوياتها العودة بالصراع إلى المسافة صفر، والتراجع عن قرارها بمغادرة مسرح حرب اليمن بأي ثمن، وفي هذه المساحة الشاغرة يتحرك الحوثي لإستعادة زخمه الآخذ بالتراجع ،عبر بوابة فلسطين ،وترحيل الإستحقاقات الداخلية ، والإنسلال خارج مسؤوليته تجاه السكان كسلطة أمر واقع أو كسلطة إحتلال .
رشقات الحوثي بإتجاه البحر ، محاولة يائسة لإستجداء التعاطف الشعبي ،بلغة مفعمة برياء المشاعر تجاه فلسطين ،في ما عين عقله وقلبه على كرسي الحكم.