لا ننتظر أحداً أو مكونا أو دولة داعمة أو مجتمع دولي ليعمل على إصلاح أوضاعنا وانتشالنا ممَّا أصابنا..!!
. . القيادة الفاشلة في كل زمان ومكان لا ينتج عن قيادتها إلَّا وجود دولة فاشلة..
ومن أسباب وجود تلك الدولة هو تدمير أي ماضي جميل لشعبها كالعلاقات الاجتماعية والعادات والتقاليد والأعراف والموروث الشعبي وحتى التدين *( وليس الدين الإسلامي لأنه محفوظ من أي عبث )* تعبث به الدولة الفاشلة وتقوم بتسييسه وتوظيفه لمصالح أطرافاً فيها على حساب أطراف أخرى. كما تقوم بتنمية الصراعات البينية بين أبناء شعبها ليتسنى لها العبث بخيرات وطنهم ..
ثم بعد ذلك تأتي مرحلة تنتهي فيها الدولة بعد أن تكون بسبب فشلها قد قامت بتدمير كل ماهو جميل وطيب وإيجابي من الماضي فتتوه الناس لأنها لم تعد تستطيع العودة إلى الماضي الجميل، وكذلك تنعدم لديهم القدرة على العيش الكريم في ظل غياب سلطة الدولة ، وتسود حياة الغاب بين الناس وينتشر الظلم والفساد والإفساد ، وتنتشر الجريمة والفقر وتتدهور القيم والأخلاق الفاضلة للمجتمع ..
وما حصل في الجنوب مع الاسف نموذج صارخ.. عساه أن لا يتكرر..!!
دولة الجنوب السابقة ما قبل الوحدة دمرت الماضي بكل سلبياته وايجابياته وحسناته واوجدت دولة ممتازة لفترة قصيرة في كل مناحي الحياة ولكنها بسبب فشل قياداتها أهملت الاقتصاد والدين الإسلامي الذي لم يكن من العادات والتقاليد والأعراف *بل كان ولازال رسالة سماوية خالدة* ، وبعد كل ذلك جاءت مرحلة الوحلة المشؤومة التي تلاشت وانتهت فيها الدولة وجاء الاحتلال البغيض وهو أسوأ احتلال في التاريخ قضى على كل ما كان إيجابي في دولة الجنوب وما تبقى من عادات وتقاليد وأعراف المجتمع الجنوبي الفاضلة ..!؟
كل هذا ما كان ليحصل لشعبنا لولا الجهل والتجهيل الممنهج الذي انتهجته سلطات الاحتلال اليمني وكذلك نتيجة للتخلف والمناطقية وسياسة فرق- تسد وعدم تمسك شعبنا بتاريخه وارثه الحضاري وتعاليم وقيم ديننا الاسلامي الحنيف .. ، وأصبح الجري وراء كل جديد سيء هو مذهب الكثير دون الاكتراث بالعواقب الوخيمة ، وأصبحنا لا متمسكين ومحافظين على تعاليم ديننا واخلاق مجتمعنا الفاضلة ولا أصبحت لدينا دولة ولا هوية ولا تاريخ ولا حضارة إلَّا من رحم اللَّه ..
هذا الموضوع يجب أن يقف عنده الجميع ومراجعته وتصحيح الأخطاء والتخلص من الشوائب التي شابت حياتنا ولنبدأ جميعا من الجانب الشخصي والعائلي لكل فرد في المجتمع الجنوبي ولا ننتظر أحد أو مكون أو دولة داعمة أو مجتمع دولي ليعمل على إصلاح أوضاعنا وانتشالنا ممَّا أصابنا ومن الحالة التي اصبحنا نعيشها ونتجرع مرارة العيش فيها ولن يكون هناك من سيأتي للعمل بدلاً عنا وتغيير حياتنا إلى الافضل ..
واللَّه سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم (( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ))
م. يحيى حسين نقيب